السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. اتمنى منكم مساعدتي وتقديم النصيحة فأنا بأمس الحاجة لها. أنا طالبة متزوجة منذ سنتين أعيش مع زوجي في بيت اهله.
مشكلتي مع أخت زوجي , أنها مريضة نفسيا ومعقدة , عمرها 31 سنة , هي ببساطة تثور وتغضب لأتفه الاسباب وتخرج كلاما غير مقبول ابدا , وقد تجاوزت حدودها معي لأكثر من عشرات المرات منذ ان تزوجت الى الان وهي تصرخ في وجهي وتقول كلاما بذيئًا
وانا ابقى صامتة (حقيقة انا اعصابي بااااااااردة الى ابعد حد) ولا اتفوه بكلمة واحدة مع انها هي المخطئة ولكنني اقدر وضعها فهي تشعر بالنقص دائما لانها لم تتزوج ولم تكمل تعليمها الابتدائي
(وهي تقول ذلك دائما: أنا لم احقق شيء لم أفعل شيء لم افلح في شيء) وهذا الشي يؤثر في نفسيتها
ولكن المشكلة ان والدتها (حماتي) تقف معها دااااااائما وتجعلني انا المخطئة وترغمني ان اذهب واصالحها مع انني لم افعل شيء.
وفي بداية زواجنا كان زوجي يقف معها ايضًا. لقد تحملت منها الكثير: أول شي من زواجنا الى الان لم نخرج أنا وزوجي وحدنا ابداااا حتى لو نروح ع الطبيب تجي معنا.
الامر الثاني انها تريد ان اقضي الوقت كله معها وما تتركني أنا وزوجي هي ماعندها اي شي وقتها كله فراغ وانا طالبة عندي دروسي وواجباتي تجاه زوجي اضافة لتنظيف البيت.
والأمر الثالث والذي يزعجني كثيرا أنها تهينني في اي وقت ولا احد يسكتها بحيث وصل بها الامر ان تصعد الى غرفتي وبدأت بالصراخ لاني ماجالسة معها وبدأت تتكلم كلام غير لائق وبذيء جدا لابعد مماتتصور واهانة وو...ولا واحد سكتها وخلو اللوم علي..
جلس زوجي معها وحكى بهدوء ان اللي تعمله غلط..لا فائدة حاولنا نعيدها للدراسة ولكنها رفضت بشدة
تكلمنا مع عمها (لان والدها متوفي) وجا وحكى معها ومافي فائدة
أخذها زوجي ع اكثر من شيخ يقروون عليها قران وع المية وما في فائدة واخر شي ف رمضان صارت مشكلة وزعلت وما حكينا مع بعض الى ان جاء العيد ورحت عايدتها بس هي ما تصالحت وبعدها جا عمها ودخل واسطة صلح وما رضيت تتصالح
لذلك طلبت من زوجي انه ننعزل انا وهو وحدنافي الطابق الثاني للمنزل ونعيش وحدنا بعيد عنها ونرتاح لكن حماتي رفضت وبشدة وزوجي كل يوم يوعدني انه خلال هالاسبوع راح ننعزل وما في اي شي..
صار اكثر من شهر والحال كما هو وللعلم لحد الان هي تصرخ وتسمعني كلام من تحت تصرخ بصوت عالي حتى اسمع. وأنا بدأت افقد اعصابي وخايفة اني أصل مرحلتها وافقد عقلي. أرجووووووكم ما الحل؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أهلا بك هنا أختاه وبعون الله تعالى نقدم لك العون الذي نشدته لأن ذلك هو أساس تواجدنا هنا.
أختي الكريمة:
أنت لخصت أسباب سلوكيات أخت زوجك وهذا دليل على وعيك ونباهتك.
أيضًا ذكرت أختي الفاضلة أنك هادئة وهذا يساعد كثيرًا في مثل هذا الحال الذي تشكين منه.
أختي الفاضلة:
ما تحتاجه أخت زوجك فعليًا هو صداقتك وهذا ما تحاول أن تعبر به ولكن بطريقتها هي والتي تشبه طريقة الأطفال، فهي لا تستطيع أن تكشف الحقيقة وتقول لك بأنها تحتاجك.
وإذا أخذنا هذا في الاعتبار فهذا يجعلنا ندرك أن تصرفاتها لا تقف خلفها سوء نية أو كره بقدر ما يقف خلفها قلّة وعي نتيجة طبيعة الحياة التي عاشتها.
لذلك أحرصي على كسبها وعدم معارضتها أو الرد عليها وإنما بيني لها في كل مناسبة تتحدثين معها بأنك ترغبين فعلًا بأن تكوني صديقة لها وأنك على استعداد لإعطائها من وقتك وجهدك وستساعدينها لتحصل على ما ترغب وتتمنى.
وبيني لها أنك تحتاجين مساعدتها في ذلك لتكونوا فعلًا أصدقاء.
افعلي ذلك وأنت على قناعة من داخلك بأن هذا هو الصواب لتلامسي بأفعالك وأقوالك قلب الطفل الذي بداخلها وهذا سيجعلك تكسبين هذا القلب.
أيضًا أبلغي زوجك أن يساعدك في نقل هذا التصور لها.
المهم ألا تجعلوها تشعر بطريقة أو بأخرى أنها ملزمة بشئ تجاهك أو تجاه زوجك وإنما أبلغوها بطمعكم في كرمها وقربها، العبارات مختلفة نعم لكن النتيجة واحدة.
فيما يتعلق بالانتقال للدور العلوي أو الحصول على بعض الخصوصية داخل وخارج المنزل بينك وبين زوجك فهذا حق لكما ولا أحد ينكره عليكما إنما تحلّو بالصبر والمرونة حتى يتم ذلك، ولا تنسي أن والدة زوجك طرف في المسألة وعليكما أنت وزوجك الصبر من أجلها.
وبالنسبة لمشاوريكم فرتبي مع زوجك أنه إن أتت معكما في مشوار فهذا يعني أن المشوار التالي لكما أنتما الاثنان، وعليه أن يكون واضحًا معه ويخبرها بذلك وليكن حازمًا في تنفيذ الاتفاق وهذا سيساعدها على تقبل الأمر إن هي أدركت أنه جاد في الأمر.
تذكري أختاه أن اللين ما كان في شيء إلا زانه وأنت تتحلين بهذه الصفة فلا تفقديها أو تسمحي للمشاعر السلبية أن تفقدك إياها، تقبلي الأمر في بدايته واشكري الله أن أتاك ما لم يؤته غيرك، وابذلي الجهد للتعديل والتغيير واطلبي العون من الله تبارك وتعالى وتوكلي عليه ولن يخذلك.
همسة أخيرة مهمة:
حافظي على الصلاة في وقتها ولا تبخلي على نفسك من ركعتين في جوف الليل تناجين فيها ربك بقلب منكسر.
نسأل الله لنا ولك سعادة الدارين.
الكاتب: د. عبدالله عبدالرحمن السبيعي
المصدر: موقع المستشار